آلة الجرجرة – ذكريات الحصاد في كنكلو

person محسن ملا شمس الدين حسن
Story Image
عاشها مواليد ما بين الستين والسبعين من القرن الماضي، وكانت قبل ذلك موجودة عند الفلاحين في أغلب البيوت الريفية، لشدة حاجة الأهالي إليها أثناء موسم الحصاد. وخلال العمل عليها كانت تُقام طقوس قروية جميلة حولها، تحتفظ بها ذاكرة من عاشها حتى اليوم.

إنها آلة "الجرجرة" المحلية الصنع، التي كانت تقوم مقام الحصادة الحديثة اليوم، وكانت وظيفتها خدمة الأهالي في تجهيز "التبن"، من خلال طحن أغصان العدس والقمح والشعير لتحولها إلى تبن ناعم. بعدها يقوم الفلاح بفرز الحبوب عن طريق نثرها بالهواء باستخدام "الملهيب"، وتكويمها في مكان بعيد عن التبن، وغالباً ما تتم هذه العملية خلال الليل وحتى ساعات الصباح الباكر.

عمر هذه الآلة أكثر من قرن، وبعد أن واكب التطور الزراعي المنطقة بدخول الحصادة، غابت الجرجرة نهائياً عن البيادر والساحة، ولم يعد الأهالي بحاجة إليها.

ومن شدة تعلق البعض بماضيها وإنجازاتها، فقد خلدها البعض في منازلهم، أو احتفظ بها في المعارض التراثية التي تُقام أحياناً في المدن الكردية.

نود من الذين عاشوا تلك الذكريات مع هذه الآلة استذكار ذكرياتهم عن تلك الأيام العصيبة والجميلة في آن واحد.
photo_camera radio