يوم كادت كنكلو أن تُحرق – حكاية مواجهة كادت تتحول إلى مجزرة (آذار 1976)

person محسن ملا شمس الدين حسن
Story Image
**التاريخ:** شهر آذار/1976
**الموقع:** الأرض الزراعية لبيت المرحوم محمد صوفي إبراهيم (جنوب القرية)
**أشخاص المسرحية:** جميع أهالي كنكلو، ومجموعة من أهالي قرى علي كاميش وبيت كالو وقرية شررك.

بدأت القصة، التي كادت أن تؤدي إلى مجزرة لا تُعرف نتائجها، بين قرية كنكلو والخيركات، نتيجة مشاجرة بين المرحوم محمد عبد الله (أبو عبدو) وأحد رعاة الغنم من بيت نايف، اسمه أحمد، كان مدعبلاً قصير القامة، وتوفي لاحقاً في مقتبل العمر.

بعد عودة طرفي الشجار إلى بيتيهما، قصد والد الراعي، وأظن أن اسمه محمد نايف، القرية مطالباً بساعة ابنه التي فقدها أثناء العراك الذي جرى بينه وبين أبو عبدو بسبب انتهاك أغنامه للزرع وتسريحها فيه. توجه إلى كبار السن وإلى بيت المختار، الذي لم يكن موجوداً على ما أظن، مستجدياً ساعة ولده المفقودة، لكنه لم يجد آذاناً صاغية، فعاد خائباً من حيث أتى. وفيما بعد، انتشر خبر بأن شاهين سيد حسن كان المتهم بالاستيلاء على الساعة والاحتفاظ بها، وكان حاضراً هناك في ناحية الجم جيلك وقت العراك. وبالمناسبة، كان شاهين راعي غنم لبعض بيوت القرية، وينام عند بيت المرحوم حج حسن في تلك الفترة.

عاد والد الراعي الخيركي (أحمد)، الذي تعرض للضرب والاستيلاء على ساعة ابنه، إلى علي كاميش فارغ اليدين. فشكّلت القرى الثلاث: علي كاميش، وبيت كالو، وشررك، تحالفاً مشتركاً للثأر والإغارة على كنكلو. فأعدّوا العدة، نساءً ورجالاً، مشاةً وركباناً، في اليوم التالي، واتجهوا صوب كنكلو لأخذ حقهم.

بدأ العويل وطلب النجدة في القرية، وخرج الجميع للدفاع، من الأطفال إلى النساء والمسنين. حمل محمود محمد علي، والمرحوم محمد عبد الله (الجفت)، والمرحوم محمود رشو أبو حميد، نزع وتداً (عصا طويلة وغليظة) من سور بيت حج أحمد، من طريق الكوع المتجه إلى الجم جيلك، وتأهب الجميع بالأسلحة البيضاء وما توفر لديهم من أشياء على الأرض.

التقى الفريقان على مشارف الجهة القبلية للقرية، المطلة على الجم جيلك، على أرض المرحوم محمد صوفي. كان أول صدام بين محمود رشو وأحد العناصر المهاجمة المتطرفة. تم التدخل من قبل المرحوم الوالد ملا شمس الدين، وملا نايف، وأساتذة القريتين، فهدأ الوضع لبرهة.

ثم نزل أحد الفرسان من قرية شررك بعد ذلك، من بيت الفريت، أو كان من بيت حج علي ابن مختار علي كاميش، وأشهر مسدساً نحو المرحوم محمد عبد الله، لكنه أخطأه في التصويب. وتم إطلاق النار من فريق كنكلو في الهواء. هنا بدأ فريق الخيركات بالرشق بالحجارة، وإطلاق الزغاريد من النساء لإثارة الحماس، وصاروا ينادون: «سوف نجعل من حدودنا إلى نهر السفان» و«والله أمّى حدود بكن سفان». وكادت أن تقع مجزرة حقيقية، لولا تدخل المرحومة حجية بهية في الوقت المناسب، وعقدها عقدة على شماخ (دسمال) الرجل ابن مختار قرية شررك الذي أطلق الأعيرة النارية.

وانتهى الأمر بتدخل دعاة الصلح من إمام القريتين، والأستاذ رمضان، وعلوش. والحمد لله، مضت على خير، وإلا لكان أهل كنكلو في الطرف الآخر من النهر، هذا إن استطاعوا النجاة بحياتهم في تلك اللحظة الحرجة.

**ملاحظة:** أنا سردت الأحداث كما رأيتها، وأتمنى من الذين يتذكرون بعض تفاصيل الواقعة سردها في التعليقات كما شاهدوها، مع العلم أنني كنت حينها في الحادية عشرة من العمر.
photo_camera radio