كنّا نعتقد بأن قريتنا لا تشبه القرى المجاورة لقريتنا أبداً !
ولذلك لطيبة قلوب اَهلها والتسامح الموجود بينهم والتعاون والتماسك بكل متطلبات الحياة من افراح واتراح
عندما كان احد شبان القرية على وشك احتفال بحفلة زفافه فكان قبل موعد الحفلة بشهر كل ليلة كان كل شباب وصبايا القرية يجتمعون في بيت العريس مع ضحكات والضجة والنكت وتدريب على الرقصات لمن لا يعرف يدبك لكي يكون جاهزاً في ايّام العرس.
صيحات الصبايا والشباب كانت تملئ القرية والوادي المحازي للقرية
على صوت مسجلة سوني أو سانيو أو توشيبا ذو كاسيت واحد حيث كانت هناك نوعان من المسجلات ذو كاسيتين وذو كاسيت واحد ففي القرية لا يوجد مسجلة ذو رأسين لغلاء سعرها
وعلى أنغام مزمار احمد اصلان الكاسيت الذي سجله سيد سليمو في احدى حفلات القديمة حيث كان يرافق الفنان احمد اصلان وهو يجول في ساحة الدبكة ويكون قريباً جداً عليه كي يظهر الصوت واضح
كانت العرس ثلاثة ايّام بلياليها من يوم الأربعاء ما بعد الظهر كانت تسمى يوم (روچا بربيدي) الْيَوْمَ الذي يذهب عدة نسوة مع بعض الرجال الى بيت العروس وينامون هناك الى يوم التالي
اما في بيت العريس فكانت تنسى ليلة الحنة فكان يدهنون إصبع الخنصر للعريس ويلفونه بقماش ومن ثم بفئة نقدية أيضاً من فئة المئة أو الخمسمئة،
واليوم الثاني يوم الخميس اَي يوم (خيلي) يوم زفة العروس حيث كانوا يتوجهون المعازي الى بيت العروس ليزفونها للعريس وحسب العريس وإمكانياته المادية بكم سيارة سوف يزف العروس
فتبدأ فصل حمام العريس ما بين العرض والمغرب قبل ان تأتي العروس
فيرافقون العريس مع الطبل والمزمار الى نهر السفان مع أهازيج وزغاريد النسوة
فتأتي العروس مزينة بثوب الأبيض فيستقبلها العريس فرق السطح وقبل دخولها من الباب كان العريس يدعس على طرفي سقف البيت كي تنفر بعض التراب على رأسها نوع من الهيبة للعريس وتقليد قديم
ومن ثم يكسر الفخار المليئ بالسكاكر مع بعض من نقود معدنية من فئة فرنك أو فرنكين أو ربع فرنك
ومن ثم ينزل العريس ويستقبل عروسته ويرفع من على رأسها المنديل الشفاف ومن ثم يسلخها كف اخو اختوا وايضاً نوع من الهيبة والرجولية
وتبدء الحفلة الى منتصف الليل وليلة الدخلة
وكنا نستيقظ الصبح باكراً على صوت زغاريد النسوة حيث دليل لأهل القريةوالمعازيم بان كل شي على ما يرام والعريس قد دخل بعروسته
وبأنه كامل الرجولة وهي كامل الطهارة والعفة
وهذا اخر يوم للعرس يسمونها (سرسبهي) يعني صباحية العريس والعروس وتستمر الى الظهر ومن ثم المعازيم يهدون العريس نقود كهدية ودعم له
تتبع
اعراس القرية
محمد جانكير